ليست المشكلة في الاخطاء بل في عدم الاكتراث بتصحيحها..!
يمنات
محمد محمد المقالح
الخطر على انصار الله ليس لانهم يرتكبون اخطاء كبيرة فهذا ممكن وكل الناس والاطراف يخطئون اخطاء صغيرة وكبيرة ايضا وفي كل زمان ومكان.
الخطر والخطر الماحق والقريب ايضا هو ان انصار الله لم يعودوا يشعرون بأنهم معنيون بتصحيح تلك الاخطاء الكبيرة ولا بتلك الاصوات التي تبين لهم مواطن خطاهم وصوابهم.
و يوما بعد يوم يتبين ان انصار الله لم يعودوا ثورة شعبية و لا تيارا ولا حزبا ولا جماعة مذهبية ولا سلالية تخاف من اخطاء بعض منتسبيها وتعمل لمصلحة هذه الجماعة وتخاف على سمعتها ومكانتها من اخطائهم وخطاياهم ابدا ابد..
فمنذ اللحظة التي دخلت في راس بعض الانتهازيين في صنعاء فكرة شيطانية تقول لنستغل تضحيات انصار الله وانتصاراتهم لتحقيق مشروعنا الخاص وغيرها من الاحلام البايتة ولأن الزمن غير الزمن والانسان غير الانسان والاحلام غير الاحلام فان تلك الفكرة الخبيثة لم تحقق مشروعها الجماعي الخاص ولا تستطيع تحقيقه بل ولا تستطيع الافصاح عنه فقد كان لزاما ان يتحول المشروع الجماعي الخاص الى مشروع فردي خاص وكل واحد له مشروعه الخاص.
و هكذا وجدت نفسك امام الالاف من افراد الناس في قمة وقاع الانصار لا قضية لهم وكل واحد منهم له قضيته الخاصة ويعمل لها وضد من يقف ضده وضد مصلحته سواء كان من انصار الله او من غير انصار الله لا برنامج ولا رؤية ولا يجمعهم سوى النفاق للسيد والتسبيح والتحميد باسم اولياء الله الذين لا وجود لهم اصلا..
و من هنا تجد كل فرد غير معني بتصحيح اخطاء نفسه او غيره ولا مبالي بما سيؤول اليه انصار الله من بعده، و نتيجة اخطائه وخطاياه فضلا عن عدم وجود وعاء قيادي يمكن ان يضبط كل هذه التصرفات ويصححها او يوجها في الاتجاه العام والصحيح. و هنا الكارثة فعلا اي ان المشكلة ليست في الاخطاء بل في عدم الاكتراث لتصحيحها..
وعلى ذلك فان المطلوب اليوم امرين اثنين قبل الكارثة:
الاول: أن يرفع العقلاء اصواتهم بقوة وان يسارعوا الى التنبيه والتحذير من هذا الوضع ويرفضون كل هذا الماَل الكارثي، لأن مصيرهم ومصير الوطن كله مرهون بهذا الصوت القوي الذي يجب ان يصرخوا به الان وليس غدا
الثاني: ان الامر رغم كل شيء لا يزال بيد السيد عبد الملك وعليه ان يترك عزلته التي مارسها الانتهازيون عليه ويخرج للناس منحازا الى الشعب ورافضا لكل فرد يسيء اليه والى المسيرة مهما كان مركزه القيادي.
و ان يعي تماما بان هذه الجموع الكبيرة التي تؤيده لا يستوعبها سوى الوطن الواحد والثورة الشعبية وحركة التحرر الوطني وليس الجماعة والاسرة ابدا ابدا والا فنحن في كارثة حقيقة تطم انصار الله ومعهم الوطن كله.